إعداد: مجموعة غزة للثقافة والتنمية.
مقدمة:
يشهد قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق أدى إلى تدهور شامل في مختلف مناحي الحياة، وتحول القطاع إلى منطقة منكوبة بكل المقاييس الإنسانية والبيئية. لقد تعرضت البنية التحتية للتدمير الممنهج، وانهارت الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصرف الصحي والرعاية الصحية، وسط استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الحيوية. يعيش أكثر من مليوني إنسان في غزة في ظروف إنسانية كارثية، حيث تقول الأمم المتحدة إن "غزة أصبحت غير صالحة للحياة" بسبب التدمير واسع النطاق وانهيار النظام الصحي والبيئي.
ومع استمرار العمليات العسكرية دون توقف، أصبحت الحياة في غزة شبه مستحيلة، حيث يُحرم السكان من أبسط حقوقهم الأساسية. وقد أكدت منظمة "أوكسفام" أن "الناس في غزة يواجهون خطرًا حقيقيًا بالموت عطشًا وجوعًا ومرضًا"، فيما حذرت "اليونيسف" من أن "مليون طفل مهددون بالموت أو المعاناة الدائمة نتيجة سوء التغذية والأمراض ونقص الرعاية". إن تقاعس المجتمع الدولي عن وقف هذا التدهور يمثل فشلًا أخلاقيًا وإنسانيًا صارخًا.
إن ما يجري في غزة ليس مجرد أزمة طارئة أو نتيجة حرب عابرة، بل كارثة مستمرة تتطلب تحركًا عاجلًا وشاملًا من كافة الجهات الدولية، سواء على المستوى الإغاثي أو القانوني أو السياسي، لضمان إنقاذ الأرواح، ووقف الانتهاكات، وتحقيق العدالة.
1. أزمة المياه والصرف الصحي:
أكثر من 80% من مرافق المياه والصرف الصحي تضررت جزئيًا أو كليًا.
انخفضت كمية المياه المتاحة إلى أقل من 5 لترات يوميًا للفرد.
88% من الآبار ملوثة أو مدمرة.
لا تعمل محطات التحلية والصرف الصحي بكفاءة بسبب انقطاع الكهرباء ونقص الوقود.
2. تراكم النفايات والمخاطر البيئية:
غزة تنتج 2,000 طن من النفايات يوميًا دون وجود آلية لجمعها أو التخلص منها بأمان.
تراكم النفايات أدى إلى انتشار الأوبئة، خاصة في مناطق النزوح والمخيمات.
اختلاط النفايات بالمياه الراكدة زاد من تلوث البيئة والمياه الجوفية.
3. الدمار الواسع في البنية التحتية:
أكثر من 60% من المباني دُمرت أو تضررت بشدة.
الطرق، الجسور، شبكات الكهرباء، والاتصالات مدمرة بشكل كبير.
صعوبة وصول المساعدات والفرق الطبية إلى المناطق المتضررة.
4. صعوبة إزالة الركام:
تقدر كمية الركام بـ 42 مليون طن.
العديد من الذخائر غير المنفجرة ما زالت تحت الأنقاض، مما يشكل تهديدًا لحياة السكان وفرق الإنقاذ.
نقص حاد في الآليات والمعدات، وتوقعات بأن تستغرق عمليات الإزالة أكثر من عقد من الزمن.
5. الوضع الإنساني والمعيشي:
مقتل أكثر من 50,500 شخص وإصابة ما يزيد عن 115,000.
أكثر من 1.9 مليون شخص نزحوا داخليًا.
آلاف العائلات تعيش في خيام أو مبانٍ مهدمة دون مياه أو كهرباء.
النقص الحاد في الغذاء والدواء يعرض السكان للمجاعة والأمراض.
6. واقع التعليم:
دُمرت أكثر من 450 مدرسة بشكل كلي أو جزئي.
توقفت العملية التعليمية لما يقرب من 700,000 طالب، بينهم أكثر من 300,000 طفل في سن التعليم الابتدائي.
المدارس التي لم تُقصف تحولت إلى مراكز إيواء، مما جعل استئناف الدراسة أمرًا مستحيلاً في الوقت الراهن.
يعاني الأطفال من صدمة نفسية شديدة نتيجة فقدان الأهل، النزوح، والخوف المستمر، ما يتطلب دعمًا نفسيًا تربويًا واسع النطاق.
7. النظام الصحي:
توقفت أكثر من 21 منشأة طبية عن العمل.
نقص حاد في الأدوية والمعدات والمستلزمات الجراحية.
المستشفيات المتبقية تعمل فوق طاقتها، وتستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من الجرحى والمرضى دون قدرة على الاستجابة.
انقطاع الكهرباء ونقص الوقود أثرا بشدة على غرف العمليات وأجهزة العناية المكثفة.
تفشي أمراض الجهاز التنفسي، الإسهال، وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.
8. الواقع الاقتصادي والبطالة:
تدمير المنشآت الاقتصادية والصناعية أدى إلى توقف شبه كامل للنشاط التجاري.
نسبة البطالة تجاوزت 75%، وتفاقمت في صفوف الشباب والخريجين.
فقدت آلاف الأسر مصدر دخلها، وأصبح أكثر من 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الإنسانية.
الأسواق المحلية تعاني من ندرة السلع وارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.
9. انتشار الأمراض القاتلة:
تفشى مرض الكوليرا في بعض مناطق النزوح، إلى جانب أمراض مثل التهاب الكبد وأمراض الجلد والجهاز التنفسي.
شح المياه النظيفة والنظافة العامة عزز من انتشار العدوى، خاصة في صفوف الأطفال.
غياب اللقاحات والأدوية الأساسية فاقم من تدهور الوضع الصحي العام.
يواجه قطاع غزة كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة تتطلب تدخلًا دوليًا عاجلًا وحيث أن استمرار هذا الوضع يُشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الملايين، ويجب أن تتظافر الجهود لوقف الأعمال العدائية، وإدخال المساعدات، وتمهيد الطريق لإعادة الإعمار الشامل والآمن، وضمان حماية السكان المدنيين في كل الأوقات.